أسباب تسمية شهر صفر بهذا الاسم:
هناك عدة أسباب ذُكرت لتسمية الشهر الثاني في التقويم الهجري بـ"صفر"، وهي تعكس في مجملها حالة من الفراغ أو النقص التي كانت ترتبط بهذا الشهر في الجاهلية. إليك أبرز هذه الأسباب:
- الإصفار: يُقال إن اسم "صفر" مشتق من فعل "صفَر" بمعنى خَلَّى أو أفرغ. وقد يكون هذا الاسم مرتبطاً بعادة قديمة كانت تتمثل في خروج أهل مكة من المدينة في هذا الشهر، مما يجعلها خالية من السكان.
- الغزو والسلب: هناك رواية أخرى تربط اسم الشهر بعمليات الغزو التي كانت تتم في هذا الوقت، حيث كان الغزاة يسلبون ممتلكات القبائل التي يغزونها، فيتركونهم "صفرين" من المتاع.
- نقص الشجر: يُعتقد أن أوراق الشجر كانت تصفر وتتساقط في هذا الشهر، مما يعطي انطباعاً بالفراغ والنقص.
- التشاؤم: كان شهر صفر يحمل دلالات سلبية في الجاهلية، حيث كان يُعتبر شهراً مشؤوماً، ولذلك سمي بهذا الاسم للتعبير عن هذه الدلالة السلبية.
معنى "صفر" في الإسلام:
مع دخول الإسلام، تغيرت الدلالات المرتبطة بأسماء الشهور، فلم تعد تحمل الدلالات السلبية التي كانت عليها في الجاهلية. ومع ذلك، ظل اسم "صفر" مرتبطاً بالشهر الثاني في التقويم الهجري، ولكن مع دلالات جديدة.
لماذا سمي شهر صفر "بخير"؟
مع مرور الزمن، أُضيف إلى اسم "صفر" لفظ "خير" لعدة أسباب، منها:
- نبذ التشاؤم: كان إضافة لفظ "خير" إلى اسم الشهر بهدف نبذ التشاؤم والخرافات المرتبطة به في الجاهلية.
- التأكيد على أن كل الأيام من الله: يهدف هذا التسمية إلى التأكيد على أن كل الأيام من الله، وأن الخير والشر بيده وحده.
- التفاؤل: يسعى هذا التسمية إلى نشر روح التفاؤل والأمل في نفوس المسلمين.
ختامًا:
اسم "صفر" يحمل في طياته تاريخاً عريقاً ودلالات متعددة. ومع مرور الزمن، تغيرت هذه الدلالات، ولكن الاسم ظل مرتبطاً بالشهر الثاني في التقويم الهجري.